قصص عقوق من بريد الجمعه
(1)
.. وهــذا الوحــــــش!
أكتب إليك لعلي أجد حلا وليس كلاما يواسيني.. أريد حلا من فضلكم, حلا من المفكرين, من
علماء الدين, وأرجو أن تقرأ رسالتي بعناية.
أولا أنا قرأت رسالة هذا الوحش بتاريخ 20 نوفمبر 2009 وآلمتني كثيرا.. آلمني حال
الأب ولكن ليس بالمعني الذي سوف تفهمه من كلامي, ولكن آلمني أن يخفف الله عنه بعضا
من عذاب الآخرة بإصابته بالمرض في الدنيا, كما آلمني حال الفتاة وأقول لها استريحي لقد
مات سبب عذابك أنت واخوتك, وهو يحاسب الآن!
طبعا ستتعجب من قسوة كلامي, ولكني أقول لك إني ابنة لواحد من هؤلاء المحسوبين علي
المجتمع بأنهم آباء, قال الأحنف بن قيس لمعاوية: أولادنا ثمار قلوبنا, وعماد ظهورنا, ونحن
لهم أرض ذليلة, وسماء ظليلة.. إن غضبوا فأرضهم, وإن سألوا فأعطهم, ولا تكن عليهم فظا
فيملوا ويتمنوا وفاتك, أنا بنت أستطيع أن أقول لك وبكل تواضع: إن آزر عندما ألقي سيدنا
إبراهيم في النار كان أحن عليه من أبينا, لا أعلم من أين أبدأ, فأنت لن تصدقني فيما أقول,
ولكن لابد أن تصدقني حتي تجد لي حلا, ولابد أن يصدقني قراء بريدك حتي يعيد كل أب
قاس النظر في معاملته لأبنائه, ويهرع كل ابن وابنة إلي والديه يقبلهما عندما يري ما نحن
فيه!
نحن اختان, أنا الصغري وأبلغ من العمر24 عاما, واختي تكبرني بثلاث سنوات كان لي أب
يمتلك أسوأ طباع علي وجه الأرض, له صوت مثل هدير طائرات حرب أكتوبر, يشكو منه
دائما سكان المنطقة الراقية التي نسكنها, تعودنا من صغرنا أن نستيقظ من نومنا علي سيل
من أقذر الألفاظ الموجودة علي وجه الأرض, تصل إلي حد ألفاظ كشف العورة بسبب أنه لم
يجد علبة الكبريت في مكانها, أو أننا اشترينا صابونة جديدة قبل اختفاء القديمة تماما, أو أننا
رتبنا حاجياته المبعثرة بشكل قذر, أو أن كرسي الفوتيه يبعد عن الحائط مسافة2 سم, أو أنه
اكتشف ضياع ربع جنيه.. نعم والله وأقل من هذه القيمة.
هذا هو أبي الرجل ذو الستين عاما, مهندس المعمار المرموق في إحدي كبري الشركات.
رجل نشأ من صغره بعيدا عن بيته, لقد كان والده دائم الطرد له دونما اخوته بسبب عقوقه
وتطاوله عليه, وهكذا كبر وخطب كثيرا وتزوج وطلق إلي أن وقع حظ أمي العاثر معه,
وكانت آخر زيجة له, ومنذ أول يوم وهو يسيء معاملتها إلي أقسي درجة, ويسبها بأقذر
الألفاظ, وهو ويفتح الشبابيك وباب الشقة حتي يعلم الجيران كم هو رجل, فهذه هي الرجولة
في نظره, يطردها ويأخذ كل ما معها من نقود حتي تشحت من الجيران, أو تذهب إلي بيت
أهلها البعيد جدا سيرا علي الأقدام, أنجبتنا أمي في هذا الجو ولا أعرف لماذا! وذقنا كل ما
ذاقته من العذاب والهوان معها, والصراخ من جانب أبي, ووصلة الألفاظ المحترمة التي لم
أسمع مثيلها حتي في أقذر الأحياء. كان يعتمد علي مرتبها الضئيل, فهو يملأ المنزل بالطعام,
أما الملابس والفسح وشراء أكل مواسم الأعياد, كحك العيد الصغير مثلا, أو الدروس
الخصوصية والدكتور للعلاج من الأمراض كلها من الكماليات, فكيف لنا أن نمرض, وكيف
لنا أن نطلب قليلا من كحك العيد, أو حلوي المولد. لقد كانت له استراتيجية خاصة كل عيد,
فهو في وقفة كل موسم يقوم بأكبر خناقة علي وجه الأرض, ونتلقي ما نتلقي من السباب
والضرب والطرد حتي نذهب إلي بيوت أخوالنا الأغنياء نأكل عندهم, ويتخلص هو من
عبء أكل الموسم. لقد جعل الله الأعياد فرحة لتهدأ فيها النفوس ويتصالح المتخاصمون, لكن
كل عيد كان لعنة علينا, لقد كنا نتحاشي الكلام معه ونحبس أنفسنا حتي لا يرانا ويتلكك لنا,
ولكن هيهات, فهو فنان في النكد, مبدع في التلكيك, لقد كان أرق وأنظف ما نسمعه هو أنه
سوف يأتي بحذائه ويغمسه في قاع التواليت ثم يمسح به وجوهنا.. يا إلهي كم هو شاعري..
يا إلهي من أين له بهذا اللسان؟!
ولعلك تسأل نفسك: لماذا لم يتدخل أحد من أقاربنا؟ الكل كانوا يهابون صوته وألفاظه, كما أنه
كان ممثلا من الدرجة الممتازة, فقد كان يقسم كذبا أننا نحن الذين ضربناه وسببناه ومزقنا
ملابسه, وأننا نرتدي والعياذ بالله ملابس خليعة تجعله يقسو علينا قليلا حتي نعود لرشدنا,
وهكذا كففنا عن الشكوي فلا جدوي, كما أن الجميع نبذنا, فنحن دائمو المشكلات, كما أنه كان
يضربنا ضربا مبرحا إذا ما علم أننا شكوناه!
لقد وصل الأمر إلي أن أمي كانت تعطيه أحيانا نقودا ليكف عن الشجار, فكان يأخذها ويهدأ
يوما ثم يعود لسابق عهده. لقد كان ما تفعله أمي هو قول: حسبنا الله ونعم الوكيل.. اللهم
اعطني جزاء آسيا امرأة فرعون.. اللهم اجعله لي في الآخرة.
ماتت أمي الجميلة الوديعة صاحبة أرقي أخلاق, كما كان يلقبها الناس. ماتت بسرطان في
المعدة بسبب كثرة ما كانت تتناوله من أقراص الصداع أو المهدئات علي معدة خاوية, فقد
كانت تمل الأكل من كثرة النكد. ماتت خلال عشرة أيام فقط من مرضها, فقد رحمها الله
سريعا, وكفر عنها سيئاتها بتحملها أبي, لاقت جزاء آسيا, فأنا والحمد لله أحلم بها دائما
تضحك كما يقول القرآن عن جزاء أهل الجنة وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة. ماتت
وأنا أتذكرها وهي تتوسل لأبي في أيامها الأخيرة قبل مرضها ليجد لها طبيبا وهو ينظر لها
ويتشفي, أتعلم أنه لم يدفع شيئا في رحلة مرضها القصيرة جدا. لقد باعت هي ما باعت
ودفعت علاجها, ولكن أبي ذا الجبروت ادعي أمام الجميع أنه هو الذي تكفل بعلاجها, يا إلهي
كيف أحيا وأنا أعلم أنه السبب في تعاستها طول26 عاما هي مدة زواجهما, ولن أقول لك إنه
سبب غير مباشر في وفاتها, فالأعمار بيد الله, وإنا لله وإنا إليه راجعون, نحقد عليه سرا أنا
وأختي ونحن نراه يضحك ويأكل ويتمتع بحياته, ويذهب لأصدقائه, ويفحص نفسه فحصا
شاملا كل6 أشهر للتأكد من خلوه من الأمراض, فهو رياضي ومحافظ علي نفسه من الدرجة
الأولي,
لقد كنا نظن أن وفاة أمي ستكون سببا في هدايته ولكن هيهات, فالهادي هو الله.
لقد ابتلانا الله بوفاتها وابتلانا بوجوده معنا, لقد زاد في إيذائه لنا بسبب رغبته في معاش أمي
الضئيل الذي لم يتجاوز280 جنيها, كنا نضرب ونسب حتي نعطي له المعاش مع العلم بأننا
لا نعمل وكل حاجياتنا عدا الأكل من هذا المعاش, وعندما كنا نشكو لأحد كان يدعي أننا
كاذبون وأننا جننا من الصدمة علي وفاة أمنا رحمها الله, كما أنه كان يذهب إلي أخوالي من
دون علمنا ويدعي علينا بالباطل ليجدوا له عذرا في تصرفاته!!
مرضنا بالاكتئاب والقولون العصبي, وبالضغط وبالصداع المزمن, وباضطراب في ضربات
القلب, وضيق التنفس, وجفاف أغشية العين, وضعف النظر من كثرة البكاء, وذهبنا إلي
الأطباء النفسيين بحثا عن علاج, وهو لا يرحم ولا يتعظ ولا يمرض حتي بالزكام, والحمد
لله أنه لا يمرض, فأنا لا أريد أن يكفر الله بعضا من ذنوبه بمرضه.
أريد أن أسأل هل سوف يحاسبني الله علي كرهي له؟ لقد قال القرآن:.. وقل ربي ارحمهما
كما ربياني صغيرا, فهل أرحمه وهو لم يربني, أنا لا أتذكر له أي حسنة, لا أتذكر سوي
سبابه الدائم لنا, وتشهيره بنا, لا أتذكر سوي مشهد خروجنا في الأعياد باكين وآثار الضرب
علي وجوهنا نتحاشي الجيران, لا أتذكر سوي معايرته الدائمة لي ولأختي بأننا عوانس,
ومن ذا الذي سوف يصاهر هذا الرجل حتي وإن كنا اثنين من الملائكة, لا أتذكر سوي سبابه
بدون سبب لي أمام أصدقائي في المنزل, وظهوره أمامهم بهدوم ممزقة وهو يمتلك أفخر
الملابس حتي يشعرني بالإهانة, لا أتذكر سوي ما أتناوله من أدوية وشكلي أنا وأختي الذي
يشبه العجائز من الحزن بسببه, وهو لا يتناول غير الفيتامينات, لا أتذكر سوي صراخه
بجانبي بأقصي صوت وأنا نائمة بعد عناء يوم دراسي حتي أستيقظ مذعورة, فكيف ننام وهو
مستيقظ. هو لا يرحم, حتي في عمله, قاس, لقد تبرع أحد العمال وحاول ضربه بقالب طوب
حتي يشفي غليله, ولك أن تتخيل أن يضحي عامل بناء بسيط بوظيفته من أجل أن يشفي
غليله من كثرة ما يوقعه علي العمال من جزاءات.
ليته طالبنا بالعمل مثل صاحبة الرسالة حتي نخرج ونجد من يبتسم في وجهنا, لا تقل لي
اصبري فلماذا لم يصبر الأنبياء, وهم أنبياء, علي قومهم, وكانوا يدعون الله أن ينزل الخسف
والعذاب بقومهم, ولا تقل لي اعفي وسامحي فإن الله يعفو ويسامح, لكني أقول لك إن الله هو
النافع الضار, المنتقم الجبار, يعفو ويغفر بعدما يتذلل له العبد ويتذلل حتي يغفر له, ولا تقل
لي إن أباك يعاني من معاملة والده, فأبي سوي تماما وفي منتهي الرقي مع أصدقائه ومن
يعرفهم من علية القوم.
أطلت عليك ولكن أوجد لي حلا, لقد رفع الله البلاء عن سيدنا أيوب بعد18 عاما, فلماذا نحن
مستمرون27 عاما؟! ارحمنا يارب وعوض علينا!
أتعلم لماذا لم يتكلم القرآن عن عقوق الآباء, لأنه شيء فوق الخيال, لأن الآباء هم الذين
ينجبون الأبناء برغبتهم, فلماذا القسوة عليهم؟ إني أطلب من قرائك ألا يدعو عليه أحد أو
يهجوه أحد, فأنا لا أريد سبا في غيبته حتي لا يحاسبني الله, ادعوا له بالهداية وادعوا لنا أن
ننسي, سأصبر, سأصبر حتي يعجز الصبر عن صبري, واصبر حتي ينظر الله في أمري,
رحم الله رجلا أعان ولده علي بره, اللهم اغفر لي ولأمي ولأمة محمد صلي الله عليه وسلم.
(1)
.. وهــذا الوحــــــش!
أكتب إليك لعلي أجد حلا وليس كلاما يواسيني.. أريد حلا من فضلكم, حلا من المفكرين, من
علماء الدين, وأرجو أن تقرأ رسالتي بعناية.
أولا أنا قرأت رسالة هذا الوحش بتاريخ 20 نوفمبر 2009 وآلمتني كثيرا.. آلمني حال
الأب ولكن ليس بالمعني الذي سوف تفهمه من كلامي, ولكن آلمني أن يخفف الله عنه بعضا
من عذاب الآخرة بإصابته بالمرض في الدنيا, كما آلمني حال الفتاة وأقول لها استريحي لقد
مات سبب عذابك أنت واخوتك, وهو يحاسب الآن!
طبعا ستتعجب من قسوة كلامي, ولكني أقول لك إني ابنة لواحد من هؤلاء المحسوبين علي
المجتمع بأنهم آباء, قال الأحنف بن قيس لمعاوية: أولادنا ثمار قلوبنا, وعماد ظهورنا, ونحن
لهم أرض ذليلة, وسماء ظليلة.. إن غضبوا فأرضهم, وإن سألوا فأعطهم, ولا تكن عليهم فظا
فيملوا ويتمنوا وفاتك, أنا بنت أستطيع أن أقول لك وبكل تواضع: إن آزر عندما ألقي سيدنا
إبراهيم في النار كان أحن عليه من أبينا, لا أعلم من أين أبدأ, فأنت لن تصدقني فيما أقول,
ولكن لابد أن تصدقني حتي تجد لي حلا, ولابد أن يصدقني قراء بريدك حتي يعيد كل أب
قاس النظر في معاملته لأبنائه, ويهرع كل ابن وابنة إلي والديه يقبلهما عندما يري ما نحن
فيه!
نحن اختان, أنا الصغري وأبلغ من العمر24 عاما, واختي تكبرني بثلاث سنوات كان لي أب
يمتلك أسوأ طباع علي وجه الأرض, له صوت مثل هدير طائرات حرب أكتوبر, يشكو منه
دائما سكان المنطقة الراقية التي نسكنها, تعودنا من صغرنا أن نستيقظ من نومنا علي سيل
من أقذر الألفاظ الموجودة علي وجه الأرض, تصل إلي حد ألفاظ كشف العورة بسبب أنه لم
يجد علبة الكبريت في مكانها, أو أننا اشترينا صابونة جديدة قبل اختفاء القديمة تماما, أو أننا
رتبنا حاجياته المبعثرة بشكل قذر, أو أن كرسي الفوتيه يبعد عن الحائط مسافة2 سم, أو أنه
اكتشف ضياع ربع جنيه.. نعم والله وأقل من هذه القيمة.
هذا هو أبي الرجل ذو الستين عاما, مهندس المعمار المرموق في إحدي كبري الشركات.
رجل نشأ من صغره بعيدا عن بيته, لقد كان والده دائم الطرد له دونما اخوته بسبب عقوقه
وتطاوله عليه, وهكذا كبر وخطب كثيرا وتزوج وطلق إلي أن وقع حظ أمي العاثر معه,
وكانت آخر زيجة له, ومنذ أول يوم وهو يسيء معاملتها إلي أقسي درجة, ويسبها بأقذر
الألفاظ, وهو ويفتح الشبابيك وباب الشقة حتي يعلم الجيران كم هو رجل, فهذه هي الرجولة
في نظره, يطردها ويأخذ كل ما معها من نقود حتي تشحت من الجيران, أو تذهب إلي بيت
أهلها البعيد جدا سيرا علي الأقدام, أنجبتنا أمي في هذا الجو ولا أعرف لماذا! وذقنا كل ما
ذاقته من العذاب والهوان معها, والصراخ من جانب أبي, ووصلة الألفاظ المحترمة التي لم
أسمع مثيلها حتي في أقذر الأحياء. كان يعتمد علي مرتبها الضئيل, فهو يملأ المنزل بالطعام,
أما الملابس والفسح وشراء أكل مواسم الأعياد, كحك العيد الصغير مثلا, أو الدروس
الخصوصية والدكتور للعلاج من الأمراض كلها من الكماليات, فكيف لنا أن نمرض, وكيف
لنا أن نطلب قليلا من كحك العيد, أو حلوي المولد. لقد كانت له استراتيجية خاصة كل عيد,
فهو في وقفة كل موسم يقوم بأكبر خناقة علي وجه الأرض, ونتلقي ما نتلقي من السباب
والضرب والطرد حتي نذهب إلي بيوت أخوالنا الأغنياء نأكل عندهم, ويتخلص هو من
عبء أكل الموسم. لقد جعل الله الأعياد فرحة لتهدأ فيها النفوس ويتصالح المتخاصمون, لكن
كل عيد كان لعنة علينا, لقد كنا نتحاشي الكلام معه ونحبس أنفسنا حتي لا يرانا ويتلكك لنا,
ولكن هيهات, فهو فنان في النكد, مبدع في التلكيك, لقد كان أرق وأنظف ما نسمعه هو أنه
سوف يأتي بحذائه ويغمسه في قاع التواليت ثم يمسح به وجوهنا.. يا إلهي كم هو شاعري..
يا إلهي من أين له بهذا اللسان؟!
ولعلك تسأل نفسك: لماذا لم يتدخل أحد من أقاربنا؟ الكل كانوا يهابون صوته وألفاظه, كما أنه
كان ممثلا من الدرجة الممتازة, فقد كان يقسم كذبا أننا نحن الذين ضربناه وسببناه ومزقنا
ملابسه, وأننا نرتدي والعياذ بالله ملابس خليعة تجعله يقسو علينا قليلا حتي نعود لرشدنا,
وهكذا كففنا عن الشكوي فلا جدوي, كما أن الجميع نبذنا, فنحن دائمو المشكلات, كما أنه كان
يضربنا ضربا مبرحا إذا ما علم أننا شكوناه!
لقد وصل الأمر إلي أن أمي كانت تعطيه أحيانا نقودا ليكف عن الشجار, فكان يأخذها ويهدأ
يوما ثم يعود لسابق عهده. لقد كان ما تفعله أمي هو قول: حسبنا الله ونعم الوكيل.. اللهم
اعطني جزاء آسيا امرأة فرعون.. اللهم اجعله لي في الآخرة.
ماتت أمي الجميلة الوديعة صاحبة أرقي أخلاق, كما كان يلقبها الناس. ماتت بسرطان في
المعدة بسبب كثرة ما كانت تتناوله من أقراص الصداع أو المهدئات علي معدة خاوية, فقد
كانت تمل الأكل من كثرة النكد. ماتت خلال عشرة أيام فقط من مرضها, فقد رحمها الله
سريعا, وكفر عنها سيئاتها بتحملها أبي, لاقت جزاء آسيا, فأنا والحمد لله أحلم بها دائما
تضحك كما يقول القرآن عن جزاء أهل الجنة وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة. ماتت
وأنا أتذكرها وهي تتوسل لأبي في أيامها الأخيرة قبل مرضها ليجد لها طبيبا وهو ينظر لها
ويتشفي, أتعلم أنه لم يدفع شيئا في رحلة مرضها القصيرة جدا. لقد باعت هي ما باعت
ودفعت علاجها, ولكن أبي ذا الجبروت ادعي أمام الجميع أنه هو الذي تكفل بعلاجها, يا إلهي
كيف أحيا وأنا أعلم أنه السبب في تعاستها طول26 عاما هي مدة زواجهما, ولن أقول لك إنه
سبب غير مباشر في وفاتها, فالأعمار بيد الله, وإنا لله وإنا إليه راجعون, نحقد عليه سرا أنا
وأختي ونحن نراه يضحك ويأكل ويتمتع بحياته, ويذهب لأصدقائه, ويفحص نفسه فحصا
شاملا كل6 أشهر للتأكد من خلوه من الأمراض, فهو رياضي ومحافظ علي نفسه من الدرجة
الأولي,
لقد كنا نظن أن وفاة أمي ستكون سببا في هدايته ولكن هيهات, فالهادي هو الله.
لقد ابتلانا الله بوفاتها وابتلانا بوجوده معنا, لقد زاد في إيذائه لنا بسبب رغبته في معاش أمي
الضئيل الذي لم يتجاوز280 جنيها, كنا نضرب ونسب حتي نعطي له المعاش مع العلم بأننا
لا نعمل وكل حاجياتنا عدا الأكل من هذا المعاش, وعندما كنا نشكو لأحد كان يدعي أننا
كاذبون وأننا جننا من الصدمة علي وفاة أمنا رحمها الله, كما أنه كان يذهب إلي أخوالي من
دون علمنا ويدعي علينا بالباطل ليجدوا له عذرا في تصرفاته!!
مرضنا بالاكتئاب والقولون العصبي, وبالضغط وبالصداع المزمن, وباضطراب في ضربات
القلب, وضيق التنفس, وجفاف أغشية العين, وضعف النظر من كثرة البكاء, وذهبنا إلي
الأطباء النفسيين بحثا عن علاج, وهو لا يرحم ولا يتعظ ولا يمرض حتي بالزكام, والحمد
لله أنه لا يمرض, فأنا لا أريد أن يكفر الله بعضا من ذنوبه بمرضه.
أريد أن أسأل هل سوف يحاسبني الله علي كرهي له؟ لقد قال القرآن:.. وقل ربي ارحمهما
كما ربياني صغيرا, فهل أرحمه وهو لم يربني, أنا لا أتذكر له أي حسنة, لا أتذكر سوي
سبابه الدائم لنا, وتشهيره بنا, لا أتذكر سوي مشهد خروجنا في الأعياد باكين وآثار الضرب
علي وجوهنا نتحاشي الجيران, لا أتذكر سوي معايرته الدائمة لي ولأختي بأننا عوانس,
ومن ذا الذي سوف يصاهر هذا الرجل حتي وإن كنا اثنين من الملائكة, لا أتذكر سوي سبابه
بدون سبب لي أمام أصدقائي في المنزل, وظهوره أمامهم بهدوم ممزقة وهو يمتلك أفخر
الملابس حتي يشعرني بالإهانة, لا أتذكر سوي ما أتناوله من أدوية وشكلي أنا وأختي الذي
يشبه العجائز من الحزن بسببه, وهو لا يتناول غير الفيتامينات, لا أتذكر سوي صراخه
بجانبي بأقصي صوت وأنا نائمة بعد عناء يوم دراسي حتي أستيقظ مذعورة, فكيف ننام وهو
مستيقظ. هو لا يرحم, حتي في عمله, قاس, لقد تبرع أحد العمال وحاول ضربه بقالب طوب
حتي يشفي غليله, ولك أن تتخيل أن يضحي عامل بناء بسيط بوظيفته من أجل أن يشفي
غليله من كثرة ما يوقعه علي العمال من جزاءات.
ليته طالبنا بالعمل مثل صاحبة الرسالة حتي نخرج ونجد من يبتسم في وجهنا, لا تقل لي
اصبري فلماذا لم يصبر الأنبياء, وهم أنبياء, علي قومهم, وكانوا يدعون الله أن ينزل الخسف
والعذاب بقومهم, ولا تقل لي اعفي وسامحي فإن الله يعفو ويسامح, لكني أقول لك إن الله هو
النافع الضار, المنتقم الجبار, يعفو ويغفر بعدما يتذلل له العبد ويتذلل حتي يغفر له, ولا تقل
لي إن أباك يعاني من معاملة والده, فأبي سوي تماما وفي منتهي الرقي مع أصدقائه ومن
يعرفهم من علية القوم.
أطلت عليك ولكن أوجد لي حلا, لقد رفع الله البلاء عن سيدنا أيوب بعد18 عاما, فلماذا نحن
مستمرون27 عاما؟! ارحمنا يارب وعوض علينا!
أتعلم لماذا لم يتكلم القرآن عن عقوق الآباء, لأنه شيء فوق الخيال, لأن الآباء هم الذين
ينجبون الأبناء برغبتهم, فلماذا القسوة عليهم؟ إني أطلب من قرائك ألا يدعو عليه أحد أو
يهجوه أحد, فأنا لا أريد سبا في غيبته حتي لا يحاسبني الله, ادعوا له بالهداية وادعوا لنا أن
ننسي, سأصبر, سأصبر حتي يعجز الصبر عن صبري, واصبر حتي ينظر الله في أمري,
رحم الله رجلا أعان ولده علي بره, اللهم اغفر لي ولأمي ولأمة محمد صلي الله عليه وسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفناخد اول تعليق
بجد حضرتك تناولتى قضية مهمة جدآ وهى عقوق الوالدين
ردحذفواصلا الانسان دا مريض نفسى
ننسي, سأصبر, سأصبر حتي يعجز الصبر عن صبري, واصبر حتي ينظر الله في أمري,
رحم الله رجلا أعان ولده علي بره, اللهم اغفر لي ولأمي ولأمة محمد صلي الله عليه وسلم.
بجد دى نهاية الكلام
سلمت يمينك على النقل المميز
حتى يفيق الناس
تحياتى لحضرتك
ايناس
إنا لله وإنا اليه راجعون
ردحذفحقا لا أجد ما اقول الا ان اشكر الله على والدى ووالدتى و ان احسن من معاملتى معهم جزيت خيرا اختاه
ردحذفدمت متميزه
عقوق الوالدين شىء غير انسانى باالمرة وكمان الاهم حرمها ربنا واوصى الانسان بالوالدين
ردحذفربنا يوفقك ويكرمك
مع خالص تحياتى
بسم الله ما شاء الله عليكى ياسمسمة
ردحذفبدون تعليق
بس انتى فين من زمان ولا انتى زعلانة منى
عموما انا اسف
دومتى بمحبة الله
اللهم اهدنا لبر ابائنا واهدى ابائنا
ردحذفالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ردحذفجزاكم الله كل خير على الموضوع القيم
ولك كل الشكر
نتمنى الزياره
لا حول ولا قوة إلا بالله وإن لله وإنا إليه راجعون
ردحذفربنا يهديهم جميعا يارب
دمتى بكل الخير
السلام عليكم
ردحذفمين الي وصفو بالوحش بس
عالاقل الوحوش حيوانات
والحيوانات مبتكنش كده مهما كانت متوحشة
الام قالت يا ربي اجزيني جزاء اسيا
ربنا يجزيها وزياده
بس من الاول قبل مكانت تنجبهم كان لازم تفكر
انها مش لوحدها الي حتتحملو
كانت تشفق على اولادها قبل مييجو
ومتولدهمش
من المفترض يكون ده التفكير المنطقي
بس هو الله اعلم بظروفهم طبعا
ربنا يزيل همهم
ويجعلنا بارين بابائنا
وابائنا محسنون الينا
تحياتي
السلام عليكم جميعا
ردحذفاولا بعتزر عن تاخيرى فى الرد على التعليقات بس والله غصب عنى
ثانيا بشكرا الزوار الجدد الى اكيد نوروا مرايتى
ثالثا ان شاء الله انزل حكايه جديده وارجع ارد ان شاء الله
ملاك يعيش بكوكب اخر
ردحذفنورتينى زياره اولى واول تعليق
وشكرا على المداخله الرائعه
Well
فعلا مافيش غير إنا لله وانا اليه راجعون
أحمد بسام
الكثير لا يعرف قيمة ابائهم وامهاتهم فهم نعمه لابد ان نشكر الله عليها لما نراه ونسمعه عن اباء عقو ابنائهم
ربنا يكرمك فى امتحاناتك ان شاء الله
Tamer Nabil
ربنا وصانا بالوالدين لان المحتمل اننا الى نعق ولم يوصى الاباء لانه الطبيعى عندهم البر بس ذى ما فى حاجات كتير مقلوبه فى حياتنا اتقلبت معاها المعانى دى
ربنا يجعلنا من البارين بابائنا
الحزين
ردحذفاهلا بيك معلشى لو مقصرين فى الزياره بسبب اعطال فنيه
على العموم نورت مرايتى
ربنا يكرمك ويرفع قدرك
أسامه
تحياتى لمرورك العطر الى بيسعدنى دايما وربنا يتقبل منك ويرزقنا واياك حسن البر
لو عرفوه حيحبوه
أهلا بحضرتك وربنا ينفع بينا وبيك
وان شاء الله تزورونا دايما
جودى
القمر
نورتينى بطالتك الحلوه يا قمر
ربنا ينور قلوبنا جميعا ويهدينا لما نحب ونرضى
سمسم/سما
اهلا يا بيك يا حبيبتى عندك حق سبحان الله دا احنا بنشوف صور لرحمة الحيوانات بابنائها تدمع العين والقلب عمرنا ما شفنا ولا حنشوف غير كده لانها مش بشر
هى صحيح حيوانات بس بقلوب ارق من قلوب البشر حتى لو كانت من اشرس الحيوانات
وبالنسبه للام صدقينى مش حكاية انه من المنطق انها ما تنجبش لانه فى حالات بيبقى وجود اطفال بيهون كتير
وممكن يغيروا من طباع الاب فى بعض الاحيان وكمان ممكن يكونوا همه دول الى بيهونوا عليها حياتها انهم موجودين ومعاها بيعوضوها شاغله نفسها بيهم وطبعا حكمة ربنا فوق كل شىء
تحياتى يا قمر