سأبدأ سلسله من الرسائل التى قد يكتبها الكثير ولم يرسلها
الرساله الأولى
إلى كل أب وضعته الدنيا فى إختيار السفر والغربه رغما عنه ليعيش وأهله وإختار ولكنه بعد
صلاح الأحوال لم يعد يفكر إلا فى الأموال لا الأولاد
(1)
رساله لك يا أبى
كم أحتاجك هل تسمعنى
كم أفتقد كفك الحانى ..وحضنك الدافىء.. وضمى تحت زراعك .. وإبتسامتك حين أسعدك
كم أفتقد إلى جمعتنا معا ..كم أفتقد إجتماعنا على نفس الطاوله وإصرارك إطعامى هذا وذاك
رغما عنى
أعلم أنك تعمل من أجلى ولكن هل تعلم أنه ليس دوما لصالحى
كم أحتاج حنانك .. وجودك .. حتى قسوتك وإنفعالك
أحتاجه حين لا أجدك بجانبى حين أحتاجك... أحتاجك حين تشتد على قساوة الدنيا
أحتاجك حين يتخلى عنى الجميع فى أزماتى .. أحتاجك حين لا أقوى على مواجهة الحياه
أحتاجك حتى حين أخطأ لأجد من يردعنى يوقزنى من غفوتى ويرد إلى بصيرتى
أحتاجك حين أحزن لأجد من يقف بجابنى يساندنى يمسح دمعتى
أحتاجك حين أفرح لأجد من يشاركنى سعادتى وأسقيك من كاس فرحتى وإن باتت الفرحه
قليله
كم أحتاج أن أشكو إليك دنيتى وأسمعك أسرارى وأرمى بهمومى إليك تحملها عنى
كم أحتاج لصديق ناصح يعاملنى كصديق بنظرة الأب الناصح الحكيم
أبى لا أريد مالا ولكنى أريد حنانا عطفا حبا وجودا فى حياتى
كم أكرهها هذه الغربه التى تموت معها أحلى المعانى
تركتنى لتخبط بى الدنيا توقعنى تاره وتصلبنى تاره لتوقعنى ثانية وثالثة ... ولا أجدك لتأخذ
بيدى تساعدنى على النهوض
أعلم أنك تراه من أجلى ولكنه فى النهايه سينهى بدايه لم تسير إلى النهايه المنشوده
متأكدة أنك تحبنى وترى تلبية رغباتى هى السبيل لإسعادى ولكن ألا ترى أن إسعادى فى
وجودك بجانبى
بحضورك بيننا
ألا ترى من حولك ممن حرموا من نعمة الإنجاب يحلمون ويمنون أنفسهم بما سيفعلوه
ويقدموه لأبنائهم
ألا ترى أننا نعمه تستحق الشكر وفضلا خصك الله به وسيحاسبك على هذه الأمانه التى
تضيعها جهلا فقط بقيمتها
تتركنا للأيام تربينا أم تترك الأيام والأشخاص تشكل أخلاقنا وأنت تنمى أبداننا وتطعم أفواهنا
ألا تفتقد جمعتنا .. ضحكاتنا .. جدالنا .. حتى أحزاننا .. عقابنا عند خطئنا
أنا أفتقده أبى
أحتاجك أبى
أمى ... أبى
شغلتكم الدنيا عنا ونحن نعمه من الله بها عليكم وحرم غيركم تركتم الدنيا تتولى أمر تربيتنا
فأنت شمس حياتنا ونحن نجوم فى سمائك نستمد نورنك من شعاعكمك ولكن للأسف لا نلتقى فى نفس المكان والزمان
أدعوك أن تنظر لنا بمنظور جديد فالأبوه مشاركات وجدانيه وتواجد وحياه أسريه متكامله
فى بيت واحد لا مكالمات هاتفيه .. تحتاج المشاعر أولا ثم الأموال
أتمنى أن يفيق الجميع قبل فوات الأوان ... ولو أنه قد يكون قد فات الأوان عند الكثير من
الأبناء
قد تكون الرساله طويله ولكن ليست بقدر المعاناه التى يعانيها من غاب عنهم أبائهم بالرغم
من وجودهم فى نفس الدنيا